القائمة الرئيسية

الصفحات

لا علاقة بين شرب الماء و تليف الكبد ، احذروا حقيقة هامة

ما علاقة شرب الماء بتليف الكبد، الفائدة الصحية من شرب الماء ، هل شرب الماء يسبب اضرار صحية ، خطا شائع  ومعلومة خطا ، نصيحة هامة جدا عند شرب الماءلا علاقة بين شرب الماء و تليف الكبد ، احذروا حقيقة هامة



 

عذرا أيها الفيس بوك وتويتر !! شرب الماء دُفعة واحدة لا علاقة له بتليف الكبد!! انتشرت فى الآونة الأخيرة إشاعة تقول أن شرب الماء دٌفعة واحدة تؤدى إلى تليف الكبد !! واستندوا فى هذا الأمر إلى حديث مشكوك فى صحته يقول بأن هناك علاقة بين شرب الماء بتلك الطريقة – بغض النظر عن أنها صحية أم لا – والكباد ... وفوق كل هذا ظنوا أن الكباد هو تليف الكبد رغم أن للكبد أمراض عديدة غير التليف أصلا ...وكان لزاماً علينا نحن فريق كل يوم معلومة طبية ان نتحقق ونبلغكم كما تعودتم منا عذرا أيها الفيس بوك وتويتر !! شرب الماء دُفعة واحدة لا علاقة له بتليف الكبد!! وإليكم ما استندوا إليه فى أقوالهم ... "...... روى عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبى الحسن أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا، وَلا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ) ... ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقى وقال هذا مرسل !!! (والحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف) ... وقال الألبانى وهذا إسناد ضعيف لإرساله أو إعضاله ......" درست الطب فى سبع سنوات ثم تخصصت فى دراسة أمراض الكبد وكيف ينشأ التليف وماهى أسبابه وكيف يتم.... درست أن التليف هو عبارة عن أن خلايا الكبد تموت بطريقة ما قد يسببها فيروس أو مادة كيميائة - مثل الكحول - ثم يكون التأثير شديدا عليها وممتدا ... فلو تم التأثير على بعض الخلايا فإنها ماتلبث أن تتكاثر وتنتج خلايا أخرى تقوم بنفس الوظيف وعلى نفس الكفاءة حتى أن الكبد يجدد نفسه بنفسه كما نرى وهو ينقى الجسم من السموم ... وقد جعل الله الكبد مكونا من نوعين من الأنسجة فهى إما الأنسجة الرخوة والتى تمثل خلايا الكبد Hepatocytes وإما الهيكل المكون للكبد من الأنسجة الضامة Stroma وهى التى تكون تلك الأشكال السداسية الشهيرة التى يشتهر بها نسيج الكبد تحت الميكروسكوب لذا فإن موت بعض الخلايا لايؤثر لأن الخلايا المجاورة تتكاثر على نفس الهيكل وبنفس التنظيم .. أما أن يكون التأثير الضار على الكبد ممتدا وشديدا فهذا مايمكنه أن يؤدى إلى تدمير الهيكل المكون للنسيج الكبدى مما ينتج عنه أن تتكاثر الخلايا المتبقية محاولة تعويض الفاقد منها فتجد أنها مضطرة أن تتكاثر على هيكل غير مستقر فما تلبث تلك الأشكال السداسية الشهيرة أن تتحول إلى بؤر غير منتظمة من الخلايا الجديدة والتى لاتجد لها طريقا سليما أيضا لوصول الدم نتيجة لزيادة إنتاج الألياف حولها كمحاولة لرأب الصدع الناتج عن دمار هيكلها ... فيزيد إنتاج الألياف شيئا فشيئا حتى يحدث التليف الكبدى !!! هذا ما فهمناه عن تليف الكبد .. ومادرسناه من علم لم ننتجه ولم نكن يوما شركاء فيه .. إلا محاولات بائسة وفردية من علماء العرب أو المسلمين ... أما أن تذكر لى أن شرب الماء دفعة واحدة يؤدى إلى التليف فأنت تغالط تلك المعلومة المؤكدة من أن الطعام يظل بالمعدة فترة ثم يذهب إلى الأمعاء وهكذا الشراب يظل فترة فد تكون على الأقل لعشر دقائق هذا إذا كانت المعدة فارغة تماما .. أى أنك لو حاولت شرب الماء دفعة واحدة وكنت على عطش شديد فإن جل مايصل إلى الاثنى عشر هو جزء منها وبعد عشر دقائق !! هذا تبعا لانقباضات المعدة وصمامها الموصل بالاثنى عشر .. وفى النهاية يصل إلى الأمعاء الدقيقة فالغليظة ويتم امتصاصه هناك !! ما علاقة هذا كله بالكبد !! امتصاص الماء يتم تدريجيا وعلى مساحة واسعة ولو شربت لترين من الماء دفعة واحدة فلن يصل إلى الأمعاء أكثر مما تحتمل والباقى يذهب خارجا فى البراز ... ولن تمتص الأمعاء أكثر من احتياجات الجسم .. تلك حقائق ... أن المعدة لاتحتمل أكثر من سعتها ... أن المعدة ليست مفتوحة على الاثنى عشر .. أن الاثنى عشر ليس مفتوحا على الكبد فى الظروف الطبيعية ... أن الأمعاء لاتمتص من المياه أكثر من احتياجات الجسم ... أرجوكم لا تحملوا أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فوق ماهو معلوم بالضرورة منها وماهو مفهوم من ظاهرها ... هناك فارق بين آداب الطعام والمائدة وبين أن تقرنوها بأمور ما أنزل الله بها من سلطان ... الحديث هذا ضعيف فى جل بحثنا عنه !! .. ولو كان صحيحا لما اعتبرنا نحن الأطباء فيه ضيرا من اتباعه كأسلوب صحى لأن شرب الماء بكثرة ليس جيدا للمعدة لأن الإنسان يجب أن يحصل على احتياجات متوازنة من الغذاء والشراب وأن يترك بعضا لنفسه ... ولكن ليس لدرجة أن يسبب هذا المرض !! خاصة أن الإنسان لايضطر إلى شرب الماء يكثرة إلا فى أحوال نادرة فى الأيام الحارة وفى أوقات الظهيرة مثلا وليس كل يوم بالطبع !! إيماننا بديننا لأننا نؤمن به ولأننا نتفكر فى خلقه وفى بديع صنعه وفى رزقه وفى أعمالنا ... أما أن نحاول أن نلى عنق الآيات القرآنية أو الأحاديث - والتى أمرنا بأن نؤمن بها قطعا – بنظريات علمية قد تخطىء وقد تصيب فهذا هو العجز بعينه ...
محتويات الموضوع